يتعاون معهد دبي للتصميم والابتكار، الجامعة الأولى على مستوى المنطقة التي توفر شهادة بكالوريوس في التصميم متعدّد التخصّصات، مع مختبر “تيرا كارتا” للتصميم التابع لمبادرة الأسواق المستدامة، لتشجيع الطلاب على التوصّل إلى حلول فعّالة وذات أثر ملحوظ لأزمة المناخ.
وكان جلالة الملك تشارلز الثالث قد أطلق، بحكم منصبه السابق كأمير ويلز، إلى جانب السير جوني إيف مختبر “تيرا كارتا” للتصميم في عام 2021،بالشراكة مع الكلية الملكية للفنون في المملكة المتحدة.
وقد حرص مختبر التصميم هذا العام على توسيع نطاق بحثه ليطلق شراكة مع أربع كليات تصميم من مختلف أنحاء العالم. ويشارك في هذه المسابقة إلى جانب معهد دبي للتصميم والابتكار المعهد الوطني للتصميم (الهند) وكلية “رود آيلاند” للتصميم (الولايات المتحدة الأمريكية) والكلية الملكية للفنون (المملكة المتحدة).
وفي هذا الإطار، تدعو مبادرة الأسواق المستدامة الطلاب والخريجين الجدد الذين تخرجوا خلال السنوات الخمسة الماضية من الكليات الأربعةالشهيرة إلى التصدي للأضرار الجسيمة الذي تلحق بكوكبنا والتوصّل إلى حلول مبتكرة مرتبطة بالطبيعة والأفراد والأرض، مستوحاة من الرسالة الرئيسية لمختبر “تيرا كارتا” للتصميم وأهدافه.
ويحرص معهد دبي للتصميم والابتكار، من خلال اعتماده منهج أكاديمي تمّإعداده بالتعاون مع معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا الشهير وكلية”بارسونز” الجديدة للتصميم، على تمكين الطلاب من تصميم وتطوير حلول مبتكرة تسهم في تحقيق قيمة مضافة ورسم مستقبل جديد على مختلف الأصعدة الاجتماعية والرقمية والإبداعية.
وفي إطار هذه المسابقة، يركّز الطلاب على ما لا يقل عن تخصّصين من ضمن مجالات تصميم المنتجات وتصميم الوسائط المتعدّدة وتصميم الأزياء وإدارة التصميم الاستراتيجي، وذلك بهدف اكتساب وتطوير مهارات الحلول الإبداعية لتصوّر مستقبل أفضل للعالم بطرق مسؤولة وواعية ومستدامة، فضلاً عن تنمية مهارات مرنة تتيح لهم التكيّف مع التغيرات المتسارعة في عالم التصميم والوظائف الرقمية.
وفي معرض تعليقه على هذا التعاون، قال محمد عبد الله، رئيس معهددبي للتصميم والابتكار: “يشهد قطاع التعليم اليوم أكثر من أيّ وقت مضى تغيّرات متسارعة تتخطّى حدود الصفوف الجامعية وقاعات المحاضرات. ولطالما حرصنا في معهد دبي للتصميم والابتكار على تزويد طلابنا بمجموعة واسعة من فرص التدريب العملي والتعلّم بالتعاون معنخبة من أبرز خبراء القطاع، وذلك لإثراء تجاربهم برؤى ومهارات عملية.ويُعدّ مختبر “تيرا كارتا” للتصميم فرصة استثنائية لطلابنا للوقوف على قدراتهم في مجال التفكير التصميمي المبتكر على المستوى الدولي وتسليط الضوء على مساهمة معهد دبي للتصميم والابتكار في دعم نخبة محترفة من المبدعين والمبتكرين وروّاد الأعمال، لتحقيق التنمية المستدامة ودفع عجلة النمو الاقتصادي.”
ومن جانبه، قال هاني عصفور، نائب الرئيس للابتكار والشراكات المؤسسية في معهد دبي للتصميم والابتكار: “طلاب اليوم هم قادة المستقبل الذين تقع على عاتقهم مسؤولية مواجهة الآثار السلبية لأزمة التغيّر المناخي. ويُعدّ إشراك الشباب في إيجاد الحلول السريعة والفعّالة لهذه الأزمة من الخطوات الرئيسية لوضع وتنفيذ استراتيجية متكاملة ومستدامة لحماية كوكبنا. ويهدف منهج التصميم متعدّد التخصصات في المعهد إلى دعم نخبة محترفة من المصمّمين والمبتكرين وروّاد الأعمال الذينيمكنهم التوصّل إلى حلول مبتكرة وناجعة للتحديات البيئية الحالية. ويسرّنا جداً أن نشارك في مبادرة بارزة على غرار مبادرة مختبر “تيرا كارتا” للتصميم، والتي سوف تسهم في تحفيز الطلاب بشكل كبير على الخروج عن المألوف وابتكار حلول جديدة للمشاكل الآنية، مسلّطين الضوء في الوقت نفسه على ما يتمتّعون به من قدرات ومهارات على الساحة العالمية.”
وتأتي مشاركة معهد دبي للتصميم والابتكار في مسابقة مختبر “تيرا كارتا”للتصميم ضمن سلسلة من المبادرات في مجال التصميم المستدام التي شارك فيها المعهد، وذلك تماشياً مع أهداف دولة الإمارات العربية المتحدةالطموحة خلال “عام الاستدامة”. وكان معهد دبي للتصميم والابتكار قد حقّق في وقت سابق من هذا العام أثراً ملحوظاً في اليوم المفتوح للإبداع والابتكار الذي نظّمه “صندوق الوطن”، وهو معرض مميّز يلقي الضوء على إنجازات الطلاب على مستوى دولة الإمارات في مجال الابتكار والإبداع المستدامين. وقد تضمّنت المشاريع تصميم جهاز روبوت يهدف إلى تغذية التربة وأصداف بحرية مُعاد تدويرها كحلّ للتصميم الفيزيائي البيئي وبرنامج لإدارة نفايات الناجمة عن عبوات القهوة.
وكان معهد دبي للتصميم والابتكار قد نظّم في شهر مايو الماضي النسخة السابعة من “مشروع فسحة التصميم”، حيث سعى الطلاب إلى إيجاد الحلول الفعّالة لتحديات التصميم المستدام التي طرحتها جهات بارزة وعلامات تجارية رائدة مثل وزارة التغير المناخي والبيئة في دولة الإمارات العربية المتحدة وموانئ دبي العالمية و”سامسونج”.
وسوف يحرص مختبر “تيرا كارتا” للتصميم على تطويع خبرات كلّ من كليات التصميم المشاركة في هذه المسابقة. ويستفيد في الوقت نفسه من الشبكة الواسعة لمبادرة الأسواق المستدامة من الجهات الداعمة في القطاع الخاص، لتسليط الضوء على حلول مبتكرة وقابلة للتنفيذ على نطاق واسع، في ظلّ مواصلة التأكيد على ضرورة إيجاد طرق مبتكرة للتعاون بين مختلف قطاعات الفنون والعلوم والتصميم والهندسة.
وفي هذه المناسبة، قالت جنيفر جوردان الصيفي، الرئيس التنفيذي لمبادرة الأسواق المستدامة: “نطمح من خلال مبادرة الأسواق المستدامة ومختبر “تيرا كارتا” للتصميم إلى تسريع وتيرة تحقيق أهداف الاستدامة العالمية، في ظلّ تجسيد رؤيتنا لما يمكننا تحقيقه معاً. وتتيح مشاركة جهات تمثل مختلف مجالات التخصّص والإبداع والتصميم فرصة مميزة للمساهمة في ابتكار وتطوير طرق جديدة، لدعم التحوّل المنشود نحو مستقبل مستدام. ويسهم توسيع نطاق مسابقة مختبر “تيرا كارتا” للتصميم على المستوى العالمي في دعم مساعينا الهادفة إلى تحفيز قادة المستقبل على التوصّل إلى حلول مبتكرة لتحقيق الاستدامة. ويسرّنا جداً أن نتعاون في هذا الإطار مع نخبة من أبرز كليات التصميم التي تضع الاستدامة في صميم مناهجها الأكاديمية.”
واحتفاءً بالاختلاف في طرق التفكير وسعياً لاستقطاب ألمع العقول من حول العالم، سوف يحصل مشروعان من كلّ كلية على التمويل وفرصة تلقي التوجيه والإرشاد من السير جوني إيف، والدعم من الشبكة الواسعة لمبادرة الأسواق المستدامة، للإسهام في توسيع نطاق أفكار الطلاب وضمان وصولها إلى الأسواق العالمية.
إضافة تعليق السير جوني إيف
تجدر الإشارة إلى أنّ كافة المشاركات ستخضع للتحكيم من جانب لجنة من الخبراء في كلّ كلية مشاركة، وذلك قبل رفع مجموعة نهائية من أول عشرة مشاركات إلى لجنة التحكيم الكبرى لاختيار الحلول الفائزة من بينها. ويترأس هذه اللجنة السير جوني إيف إلى جانب الشركاء الأعضاء من مختبر “تيرا كارتا” للتصميم علماً أنّه سيجري الإعلان عن التصاميم الثمانية الفائزة في خريف عام 2024.
ولتسليط الضوء على الأثر الحقيقي الذي يسهم مختبر “تيرا كارتا” للتصميم في تحقيقه، نجحت التصاميم الأربعة الفائزة في النسخة الافتتاحية في الحصول على تمويل بقيمة 16.5 مليون جنيه إسترليني وإيجاد فرص عمل جديدة وإنجاز مجموعة من البرامج التجريبية لمواصلة تطوير حلول المناخالفعّالة.